الكارح ابو سالم - هبة بريس
" وسد سد ، جمع السلعة سربي راه جايين ، بصوت عال وبلكنة مراكشية ممزوجة بصوت اقفال الابواب والاقفال يسمع هنا وهناك اصوات تتعالى ، واخرى تتساءل عن سبب الاقفال رغم انهم يقفلون باب متجرهم دون دراية منهم عن السبب .
كان ذلك في اول ليلة من ليالي السنة الجديدة ، حيث عم جو مشحون بالهلع والخوف صفوف تجار وسكان والتجمعات التجارية بساحة جامع الفنا ، واحياء اخري غير بعيدة عن نفس المنطقة ، والسبب هو انتشار اشاعة اقتربت الى اليقين ان جماعة من حركة عشرين فبراير ، وجماعة مندسة من المتسكعين تعتزم تنظيم احتجاج امام مقر بريد المغرب مساء التلاثاء الفارط ، بعضهم مدجج بالسيوف والمديات ، والاسلحة البيضاء الفتاكة ، مما خلف نوعا من الخوف والاستياء ، وعجل باتخاذ قرار الاغلاق ، وتمرير كم وسيل هائلين من المكالمات الهاتفية لتحذير التجار بينهم ، الامر الذي افرز مشهدا دراميا شبيها بافلام الرعب الامريكية ، ومن التجار من اقفل المتجر حتى دون سؤال ، وهرول نحو اسرته للاطمئنان عليها .
حركة غير عادية عمت الساحة ، وعلت الوجوه المارة علامات الاستفهام ، ومما جعل الاشاعة قريبة من الحقيقة ، هو وصول سيلرات الامن والقوات المساعدة ، واستقرارها امام مفوضية الشرطة بجامع الفنا .
نفس الحالة ـ لكن اقل حدة ـ عمت بعض الاحياء الاخرى بمراكش كحي جليز ، والداوديات ،منطقة سيدي يوسف بنعلي التي كانت الشرارة الاولي لانطلاقة الاحتجاجات السابقة التي تاججت شرارتها الجمعة والسبت الماضيين .
تبين في الاخير ـ حسب مصدر لهبة بريس - ان الامر يتعلق باشاعة محضر لها باتقان من لدن بعض الشباب الذين توزعوا في تصميم محكم ، بين الازقة وبعض الشوارع وساحة جامع لفنا ، ليوزعوا الخبر بنفس الوثيرة ، " هاهوما جايين ، راه قربوا هازين معاهوم الشواقر وراكبيين لمواطر ،غير انه لم يقع شيئا مما اشيع له ، لكن كانت التوثرات النفسية اكثر وقعا ، " والفتنة اشد من القتل"