استدعى عامل إقليم جرادة أحد أفراد عائلة سالمي ليخبره أنه قرر، و بناء على طلب شركة كاريت لاستغلال المعادن، نزع استغلال الأرض منهم ليمنحها لهذه الشركة. استغربت العائلة هذا القرار و كذا كل ساكنة المنطقة الموجودة بها القطعة الفلاحية كونه ينتزع أرضا سلالية من أحد المنتمين الأصليين إليها لصاحب شركة خارج الجماعة السلالية بدعوى أنه مستثمر و سيوفر مناصب شغل بالمنطقة.
إن صاحب الشركة سبق له ان دفع قائد جماعة تكافيت إلى استصدار نفس القرار في شتنبر 2011، أمر اعتبرته العائلة جائرا و ظالما و راسلت جميع السلطات و الهيئات المختصة خاصة محكمة المظالم بالرباط التي أكدت بالجزم على أن القرار ظالم و ليس لهم الحق في مصادرة الأرض، ذلك أن صاحب الشركة ليس من الجماعة السلالية و أن عائلة سالمي لهم انتماء أصيل بالجماعة حيث أن أباهم سالمي الزاوي رحمه الله ولد بالجماعة عام 1905 حيث وجد أسلافه يمارسون حياتهم في هذه المنطقة، أمر أكده بعض أعضاء الجماعة المنتخبين و أعربوا عن أسفهم على مثل هذا القرار.
إن التعليل الذي تقدمه السلطة بتواطؤ مع بعض أعضاء الجماعة هو أن مصلحة المنطقة تقتضي التنقيب عن الجبس، حيث سيمكن المشروع من خلق فرص الشغل لساكنة الدوار لكن هل فكر المسؤولون في الانعكاسات الايكولوجية لمثل هذه المشاريع؟ إذ أن هذا الأمر خرق سافر لمقتضيات المخطط الأخضر وما له من أهمية على الجانب الفلاحي، علما أن صاحب الجلالة نصره الله هو من أشرف على إعطاء انطلاقته. فقرار السلطة المحلية هذا معاكس للإرادة الملكية. ثم كيف يٌقبل التعلل بخلق فرص للشغل لحرمان عائلة استثمرت الكثير في أرضها حيث حُفرت ثلاث أبار للمياه وغٌرست أزيد من 200 شجرة من الزيتون و أشجار أخرى مثمرة، و إسطبل لتسمين الماشية، مشروع تقتات منه أربع عائلات بالإضافة إلى أرض بورية تحرث بالاشتراك مع أقارب آخرين. فهل هذا النشاط الاقتصادي الذي اقتاتت منه العائلة مدة زمنية طويلة تحتقره السلطات؟ أيعقل تدمير ارض معطاءة بمقلع يٌستغل بضع سنين ليخلف وراءه كوارث ايكولوجية جمة؟
إن قرار السلطة المريب الذي يدعو العائلة للتفاهم حبيا مع صاحب الشركة تارة، و يستدعيها ليأمرها بالإخلاء تارة أخرى يترك عدة أسئلة محيرة تدور في خلد المرء، أين ستولي العائلة وجهها إذا صودرت منها أرضها؟ من أين ستقتات؟ هل ستطوع لهم أنفسهم تدمير استثمار أعوام لجعل الأرض خضراء لتحوياها إلى مقلع يتطاير منه الغبار مسببا أفات صحية وكوارث بيئية أخرى؟
أمام إصرار صاحب الشركة على أخد هذه الأرض بكل الوسائل و بشتى الطرق، فإن عائلة سالمي و معها جميع ساكنة الدوار مستعدة للدفاع عن ملكيتها و حقها في أرضها بكل الوسائل، و النضال لآخر نفس من أجلها.
خالد اخليفي مراسلة لهبة بريس
